هل تعلم أن 82% من التجار الإلكترونيين يفشلون بسبب اختيارهم الخاطئ للمنتجات؟ أمر مخيف، أليس كذلك؟
كل يوم أرى أصحاب متاجر يضيعون وقتهم ومالهم على منتجات لا يريدها أحد، بينما تنتظرهم فرص ذهبية لم يلاحظوها.
اختيار المنتجات المناسبة لمتجرك الإلكتروني ليس بالأمر السحري. إنه مزيج من فهم السوق، والاستماع لعملائك، ومعرفة نقاط قوتك.
في هذا المقال، سأشاركك الطريقة التي ساعدت بها أكثر من 50 متجراً إلكترونياً على مضاعفة مبيعاتهم في أقل من 3 أشهر.
والمفاجأة؟ المنتج الأكثر ربحاً غالباً ما يكون آخر ما تفكر فيه.
فهم السوق المستهدف

تحديد الفئة الديموغرافية للعملاء
من تحاول أن تبيع له؟ هذا السؤال البسيط هو حجر الأساس لنجاح متجرك الإلكتروني.
عندما تعرف عملاءك جيداً، كأنك تعرف أصدقاءك. تعرف أعمارهم، مستوى دخلهم، أين يعيشون، ماذا يحبون، وما الذي يدفعهم للشراء.
بدون هذه المعلومات؟ أنت كمن يرمي سهاماً في الظلام.
خذ مثلاً متجراً يبيع ملابس رياضية. هناك فرق كبير بين استهداف الشباب في العشرينات الذين يبحثون عن ملابس عصرية، وبين استهداف الرياضيين المحترفين الذين يهتمون بالأداء والجودة.
المعلومات الديموغرافية التي تحتاج لمعرفتها:
- العمر
- الجنس
- مستوى الدخل
- المستوى التعليمي
- الموقع الجغرافي
- الحالة الاجتماعية
- طبيعة العمل
دراسة سلوكيات التسوق عبر الإنترنت
الناس مختلفون عندما يتسوقون عبر الإنترنت. بعضهم يقضي ساعات في البحث والمقارنة، وآخرون يشترون بدافع لحظي.
فهم كيف يتسوق عملاؤك يساعدك في تصميم تجربة تناسبهم. هل يستخدمون الهواتف أكثر أم الكمبيوتر؟ هل يفضلون الشراء صباحاً أم مساءً؟
إليك بعض السلوكيات التي يجب مراقبتها:
- أوقات التسوق المفضلة
- المنصات المستخدمة (هاتف، كمبيوتر، تطبيق)
- معدل التخلي عن عربة التسوق
- عدد الزيارات قبل الشراء
- تأثير العروض والخصومات على قرار الشراء
تحليل احتياجات ورغبات العملاء المحتملين
المنتجات الناجحة تحل مشكلة أو تلبي رغبة. بهذه البساطة.
لكن كيف تعرف ما يريده عملاؤك حقاً؟ أحياناً هم أنفسهم لا يعرفون!
ابدأ بطرح أسئلة مثل:
- ما المشكلات التي يواجهها عملائي في حياتهم اليومية؟
- ما الذي يجعلهم سعداء أو يسهل عليهم الحياة؟
- ما القيم التي يؤمنون بها ويدعمونها؟
- ما الذي يجعلهم يشعرون بالإحباط عند التسوق في متاجر منافسيك؟
أحد العملاء يبحث عن السعر المنخفض، بينما آخر يهتم بالجودة العالية مهما كانت التكلفة. بعضهم يريد المنتجات العملية، وآخرون يبحثون عن المنتجات الفاخرة التي تعبر عن مكانتهم.
الاستفادة من استطلاعات الرأي والتعليقات
ذهب الاعتماد على الحدس وحده! عملاؤك جاهزون لإخبارك بما يريدون، فقط اسألهم.
استطلاعات الرأي البسيطة يمكن أن تكشف لك كنوزاً من المعلومات. اسأل عملاءك الحاليين عن تجربتهم، وعن المنتجات التي يرغبون في رؤيتها في متجرك.
لا تتجاهل تعليقات العملاء على منتجاتك الحالية. فهي مصدر ذهبي لمعرفة:
- ما الذي يحبونه وما الذي لا يحبونه
- المميزات التي يقدرونها أكثر
- المشكلات التي يواجهونها
- الأفكار لمنتجات جديدة
أطلق استطلاعات رأي قصيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشجع العملاء على ترك تعليقات بعد الشراء. واحرص على الرد على كل ملاحظة – حتى السلبية منها – فهذا يظهر اهتمامك الحقيقي بتحسين تجربتهم.
معايير اختيار المنتجات الناجحة

الربحية والهامش التجاري
ما فائدة بيع منتجات لا تحقق لك أرباحاً كافية؟ بكل بساطة، لا فائدة! الربحية هي العمود الفقري لأي مشروع تجاري ناجح.
عند اختيار منتجات لمتجرك الإلكتروني، ابدأ بحساب هامش الربح المتوقع. لا تنظر فقط إلى سعر البيع مطروحاً منه تكلفة المنتج. انتبه للتكاليف الخفية مثل:
- رسوم الشحن والتغليف
- تكاليف التسويق لكل منتج
- عمولات بوابات الدفع
- تكاليف التخزين
المنتجات ذات الهامش التجاري بين 40% و60% تعتبر مثالية لمعظم المتاجر الإلكترونية. لكن تذكر: منتج بهامش ربح 30% يباع بسرعة أفضل من منتج بهامش 70% يتجمع في المخزن!
مستوى الطلب والاتجاهات الحالية
كيف تعرف أن هناك من سيشتري منتجك؟ هذا هو السؤال المليون ريال!
راقب منصات التواصل الاجتماعي واكتشف ما يتحدث عنه الناس. استخدم أدوات مثل Google Trends لمعرفة المنتجات الصاعدة في مجالك.
الناس يميلون للتسوق وفق موسمين:
- موسم الحاجة الفعلية (مثل ملابس الشتاء في الشتاء)
- موسم الرغبة العاطفية (مثل هدايا المناسبات)
لا تنجرف وراء الاتجاهات العابرة إلا إذا كانت استراتيجيتك تعتمد على السرعة في التوريد والبيع. بعض “صيحات الموضة” تختفي قبل أن تصل شحنتك!
التميز عن المنافسين
في سوق مزدحم، إما أن تكون مختلفاً أو تكون أرخص. والخيار الثاني طريق مضمون للفشل.
ابحث عن منتجات:
- تحل مشكلة بطريقة أفضل من المنافسين
- تقدم قيمة إضافية لا يقدمها الآخرون
- تستهدف شريحة مهملة من السوق
تذكر: المنتج الذي يصعب نسخه هو كنز حقيقي لمتجرك. سواء كان ذلك بسبب براءة اختراع، علاقة حصرية مع المورد، أو خدمة إضافية تقدمها معه.
سهولة التخزين والشحن
المنتجات الضخمة والهشة قد تبدو مربحة على الورق، لكنها كابوس لوجستي!
أفضل المنتجات للمتاجر الإلكترونية هي:
- خفيفة الوزن (تكلفة شحن أقل)
- صغيرة الحجم (تخزين أسهل)
- غير قابلة للكسر (شكاوى أقل)
- لا تحتاج لظروف خاصة (مثل التبريد)
منتج صغير بقيمة 200 ريال قد يكون أكثر ربحية من منتج كبير بقيمة 500 ريال عندما تحسب تكاليف الشحن والتخزين والمناولة.
استدامة المنتج على المدى الطويل
هل ستبيع هذا المنتج بعد سنة من الآن؟ هذا سؤال يجب أن تسأله لنفسك.
المنتجات المستدامة:
- لها طلب مستمر وليس موسمي فقط
- لا تعتمد على تقنية سريعة التقادم
- تلبي حاجات أساسية وليست نزوات عابرة
- يمكن تطويرها وتحسينها مع الوقت
السر في بناء متجر إلكتروني ناجح هو الموازنة بين المنتجات “الموسمية” التي تحقق مبيعات سريعة، والمنتجات “الأساسية” التي تضمن استمرارية الدخل.
تحليل المنافسين في السوق

تحديد المنتجات الأكثر مبيعاً لديهم
عايز تعرف المنتجات اللي هتكسر الدنيا في متجرك؟ خليك عينك على منافسينك!
المنافسين بيعملوا شغل كتير بدالك – بيختبروا المنتجات، بيجربوا الأسعار، وبيشوفوا إيه اللي بيمشي وإيه اللي مش ماشي. فاكر وقتك وفلوسك وابدأ من عندهم.
طرق سهلة تعرف بيها المنتجات الأكثر مبيعاً عند منافسينك:
-
زور مواقعهم كل فترة وركز على:
- المنتجات المعروضة في الصفحة الرئيسية
- العروض والخصومات المتكررة
- المنتجات اللي دايماً “نفذت من المخزون”
-
تابع منصات التواصل الاجتماعي بتاعتهم:
- شوف المنتجات اللي بيروجوا ليها أكتر
- اقرأ تعليقات الزبائن وشوف إيه اللي بيحبوه
-
استخدم أدوات تحليل المواقع زي SimilarWeb أو SEMrush:
- بتوريك أكتر الصفحات زيارة (غالباً بتكون صفحات المنتجات الشعبية)
- بتعرفك على مصادر الزيارات والكلمات المفتاحية
دراسة نقاط القوة والضعف في تشكيلة منتجاتهم
المنافسين مش معصومين من الغلط. وأخطائهم دي فرصتك الذهبية!
ابدأ بعمل جدول بسيط:
| المنافس | نقاط القوة | نقاط الضعف | فرص التحسين |
|---|---|---|---|
| منافس 1 | جودة عالية، تنوع كبير | أسعار مرتفعة، شحن بطيء | تقديم منتجات مماثلة بأسعار أقل مع شحن سريع |
| منافس 2 | أسعار منخفضة | جودة متوسطة، خدمة عملاء ضعيفة | تقديم منتجات بجودة أفضل مع خدمة عملاء ممتازة |
اسأل نفسك الأسئلة دي عن كل منافس:
- هل بيقدموا تشكيلة واسعة ولا محدودة من المنتجات؟
- هل منتجاتهم فريدة ولا تقليدية؟
- إيه هي الفئات السعرية اللي بيستهدفوها؟
- هل في منتجات مكملة ناقصة عندهم؟
اشتري من متاجرهم وجرب تجربة العميل كاملة. ده هيكشفلك ثغرات كتير ممكن تستغلها.
تحديد الفجوات في السوق التي يمكن استغلالها
الفجوات في السوق دي الكنز اللي بتدور عليه! وهي ببساطة الحاجات اللي الناس عايزاها بس مش لاقياها عند المنافسين.
ازاي تلاقي الفجوات دي؟
-
اقرأ مراجعات العملاء:
- دور على عبارات زي “أتمنى لو كان في…”، “المنتج كويس بس…”
- ركز على المشاكل المتكررة
-
اعمل استطلاعات رأي:
- اسأل العملاء المحتملين عن احتياجاتهم
- اعرض عليهم اقتراحات منتجات واطلب رأيهم
-
راقب الاتجاهات الصاعدة:
- تابع المؤثرين في مجالك
- شوف الترندات العالمية اللي لسه مجتش لسوقك المحلي
بعد ما تلاقي الفجوات، اختار منها اللي تناسب مهاراتك وإمكانياتك وميزانيتك. مش كل فرصة لازم تستغلها. ركز على اللي تقدر تضيف فيها قيمة حقيقية.
افتكر – السر مش بس تقليد المنافسين، لكن تطوير وتحسين اللي بيعملوه، وسد الفجوات اللي سايبينها. كده هتبني متجر إلكتروني مميز فعلاً.
تنويع تشكيلة المنتجات

توازن بين المنتجات الأساسية والمنتجات الموسمية
لا يمكن بناء متجر إلكتروني ناجح بدون خطة واضحة لتشكيلة المنتجات. المنتجات الأساسية هي العمود الفقري لمتجرك – تلك التي يبحث عنها العملاء طوال العام ويعودون لشرائها مرارًا. فكر بها كالخبز والحليب في السوبرماركت.
أما المنتجات الموسمية؟ هي الإثارة التي تجذب انتباه العملاء! منتجات رمضان، العيد، العودة للمدارس، الصيف – كلها فرص ذهبية لجذب عملاء جدد وزيادة المبيعات.
الخدعة هنا؟ التوازن المثالي. إذا ركزت فقط على المنتجات الأساسية، ستفقد فرص موسمية كبيرة. وإذا اعتمدت كثيرًا على المنتجات الموسمية، ستعاني من تقلبات مبيعات حادة.
جرب هذه النسبة: 70% منتجات أساسية و30% منتجات موسمية. عدّل حسب طبيعة نشاطك، لكن تذكر أن المنتجات الأساسية تضمن استقرار الدخل، بينما الموسمية تعطي دفعات قوية للمبيعات.
استراتيجية المنتجات المكملة
تخيل عميلًا اشترى هاتفًا جديدًا من متجرك. ماذا يحتاج بعد ذلك؟ حافظة، واقي شاشة، سماعات، شاحن إضافي… هذه هي المنتجات المكملة، وهي سر خفي لزيادة قيمة الطلب!
نظام اقتراح “اشترى الناس أيضًا” أو “تكمل مع” ليس مجرد ميزة جميلة – إنه مولد أرباح. العميل الذي جاء لشراء قميص قد يضيف ربطة عنق أو سترة إذا عرضتها بذكاء.
إليك الطريقة المثالية:
- حدد منتجاتك الرئيسية
- فكر في المنتجات التي تكملها بشكل طبيعي
- اعرضها في صفحة المنتج نفسها
- قدم عروض مجمعة بخصم بسيط
أحد أصحاب المتاجر الذين أعرفهم زاد متوسط قيمة الطلب بنسبة 35% فقط عبر تحسين استراتيجية المنتجات المكملة!
تقديم خيارات متعددة من حيث السعر والجودة
الناس مختلفون – ميزانياتهم مختلفة، وتوقعاتهم مختلفة. لذا، متجرك يحتاج لخيارات تناسب الجميع.
قاعدة الثلاثة خيارات تعمل بشكل رائع: منتج اقتصادي، متوسط، وفاخر. العميل الذي يرى ثلاثة خيارات غالبًا ما يختار الخيار المتوسط، وهو ما يمكنك تسعيره بهامش ربح أفضل.
مثال عملي: بدلاً من بيع نوع واحد من الأحذية الرياضية، قدم:
- موديل اقتصادي (149 ريال)
- موديل متوسط بميزات إضافية (299 ريال)
- موديل فاخر للمحترفين (499 ريال)
تذكر: الهدف ليس إرباك العميل بخيارات لا نهائية، بل تقديم بدائل واضحة تناسب شرائح مختلفة.
إدخال منتجات حصرية لزيادة التميز
الجميع يبيع نفس المنتجات هذه الأيام. كيف تبرز وسط هذا الزحام؟ المنتجات الحصرية هي الإجابة.
المنتجات الحصرية ليست فقط للمتاجر الكبيرة. يمكنك:
- التعاون مع منتجين محليين
- طلب إضافة شعارك على منتجات موجودة
- تقديم حزم خاصة لا توجد في أي مكان آخر
- تطوير منتج خاص بك (حتى لو بكميات صغيرة)
أحد عملائي بدأ ببيع حافظات هواتف عادية، ثم أضاف خدمة تخصيص التصميم. النتيجة؟ زيادة 40% في المبيعات وعملاء أكثر ولاءً.
المنتجات الحصرية تمنحك ميزة أخرى: لا أحد يستطيع مقارنة سعرك مع المنافسين، مما يحميك من حرب الأسعار المدمرة.
اختبار المنتجات قبل الإطلاق الكامل

إطلاق كميات محدودة كاختبار
تخيل أنك اشتريت 1000 قطعة من منتج معين دون أن تختبره أولاً، ثم اكتشفت أنه لا يحقق مبيعات؟ كارثة صح؟
الحل الأمثل هو البدء بكميات صغيرة. طلب 20-50 قطعة فقط من المنتج الجديد يعطيك فرصة لاختبار إقبال السوق عليه دون مخاطرة كبيرة. هذه الطريقة تشبه “رمي بالون اختبار” في السوق.
بعض التجار يسمون هذا “استراتيجية المنتج الرائد” – حيث تطلق منتجًا واحدًا من فئة جديدة لترى كيف سيتفاعل العملاء معها قبل إضافة منتجات مشابهة.
عندما تطلق كميات محدودة، تستطيع أيضًا خلق شعور بالندرة والحصرية. جرب إضافة عبارات مثل “كمية محدودة” أو “إصدار تجريبي” لزيادة اهتمام المتسوقين.
جمع وتحليل بيانات المبيعات الأولية
الأرقام لا تكذب أبدًا. بعد إطلاق المنتج بكميات محدودة، يجب أن تركز على البيانات التي ستوجه قراراتك المستقبلية.
انتبه للأرقام الرئيسية:
- معدل التحويل للمنتج (كم نسبة الزوار الذين اشتروا فعلاً؟)
- متوسط وقت اتخاذ قرار الشراء
- معدل المرتجعات (إذا كان مرتفعًا، فهناك مشكلة)
- الأوقات التي تزداد فيها المبيعات
لا تنظر فقط إلى عدد المبيعات، بل ادرس السلوك. هل يشتري العملاء هذا المنتج مع منتجات أخرى؟ هل يعودون لشرائه مرة ثانية؟
منصات التجارة الإلكترونية الحديثة توفر هذه البيانات بسهولة. استغلها لتفهم ما يحدث بالضبط.
الاستماع لتعليقات العملاء وتقييماتهم
رأي العميل ذهب خالص. عندما يترك العملاء تعليقاتهم، فهم يقدمون لك معلومات مجانية قيمة لا تستطيع الحصول عليها بطريقة أخرى.
شجع العملاء على ترك تقييمات بطرق مختلفة:
- إرسال رسائل متابعة بعد الشراء
- تقديم خصم بسيط على المشتريات القادمة مقابل التقييم
- إنشاء نظام نقاط لمن يترك تعليقات مفصلة
الأهم من جمع التعليقات هو تحليلها. ابحث عن الأنماط المتكررة. هل هناك ميزة معينة يشيد بها الجميع؟ هل هناك مشكلة مشتركة؟
لا تتجاهل التعليقات السلبية – فهي الأكثر قيمة لتطوير منتجاتك.
تعديل التشكيلة بناءً على النتائج
وصلت للحظة الحاسمة: اتخاذ القرار.
بناءً على كل البيانات التي جمعتها، يمكنك الآن:
- زيادة مخزون المنتجات التي أثبتت نجاحها
- تقليل أو إيقاف المنتجات ضعيفة الأداء
- تعديل المنتجات الواعدة التي تحتاج لتحسينات
تذكر أن الأمر لا يتعلق فقط بإلغاء المنتجات الفاشلة، بل بفهم السبب. ربما المنتج جيد لكن السعر غير مناسب، أو العرض غير واضح، أو الصور لا تعكس جودته.
كن مرنًا ومستعدًا للتكيف. التجارة الإلكترونية سوق متغير باستمرار، والتجار الناجحون هم من يستطيعون التعديل بسرعة.
تحسين عرض المنتجات في المتجر الإلكتروني

التصوير الاحترافي للمنتجات
صورة واحدة تساوي ألف كلمة – وفي عالم التجارة الإلكترونية، قد تساوي ألف عملية بيع!
المشترون عبر الإنترنت لا يستطيعون لمس منتجك أو تجربته مباشرة. الصور هي نافذتهم الوحيدة. صور رديئة = ثقة أقل = مبيعات أقل. بسيطة جداً.
لست بحاجة لاستديو تصوير باهظ الثمن. كاميرا هاتف حديثة وبعض الإضاءة المناسبة تفعل المعجزات. المفتاح هو الإضاءة الطبيعية والخلفية البسيطة.
التقط صوراً من زوايا متعددة. أظهر المنتج بالكامل، ثم ركز على التفاصيل المهمة. أضف صورة توضح الحجم – شخص يحمل المنتج أو مقارنته بشيء معروف الحجم.
نصيحة ذهبية: استثمر في تصوير منتج واحد بشكل مثالي واختبر المبيعات. ثم قرر ما إذا كان الأمر يستحق تصوير بقية المنتجات باحترافية.
كتابة أوصاف جذابة ومفصلة
الصور تجذب العين، لكن الوصف هو ما يقنع العقل بالشراء.
وصف المنتج ليس مجرد قائمة مواصفات. إنه قصة توضح كيف سيحسن المنتج حياة المشتري. فكر في ما يبحث عنه العميل، وليس فقط ما تبيعه.
ابدأ بالفوائد ثم انتقل إلى المواصفات. مثال: بدلاً من “قميص قطني 100%”، اكتب “استمتع بالراحة طوال اليوم مع قميصنا القطني 100% الذي يتنفس مع جسمك”.
كن دقيقاً ومحدداً. اذكر الأبعاد والوزن والألوان المتاحة والمواد. اجعل القارئ يتخيل المنتج بين يديه.
لا تخف من استخدام كلمات تثير المشاعر: “فاخر”، “مريح”، “مبتكر”… لكن كن صادقاً. المبالغة تضر أكثر مما تنفع.
استخدام تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد إن أمكن
المستقبل وصل! تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد تحول تجربة التسوق الإلكتروني تماماً.
صحيح، إنها تتطلب استثماراً أولياً، لكن الفرق الذي تحدثه هائل. المشترون يمكنهم تدوير المنتج، تكبيره، رؤيته من كل زاوية – وهذا يقلل مخاوف الشراء عبر الإنترنت.
جرب تقنية الواقع المعزز التي تسمح للعملاء برؤية المنتج في بيئتهم الحقيقية. هل تبيع أثاثاً؟ دع العميل يرى كيف سيبدو هذا الكرسي في غرفة معيشته!
إذا كانت ميزانيتك محدودة، ابدأ بعرض ثلاثي الأبعاد لمنتجاتك الأكثر مبيعاً أو الأعلى سعراً، حيث يكون احتمال التردد أكبر.
تنظيم المنتجات في فئات سهلة التصفح
قاعدة أساسية: إذا استغرق العميل أكثر من 3 ثوانٍ للعثور على ما يبحث عنه، فقد خسرته.
نظم منتجاتك في فئات منطقية ومألوفة. ضع نفسك مكان المتسوق: كيف يفكر؟ هل يبحث عن منتجات حسب النوع، أم الاستخدام، أم الماركة؟
استخدم “التنقل المتعدد” – اسمح للعملاء بتصفية المنتجات حسب السعر، اللون، الحجم، التقييمات. كلما زادت خيارات التصفية، زادت سهولة العثور على المنتج المناسب.
لا تنس “المنتجات ذات الصلة” و”المشتريات المقترنة”. هذه ليست فقط لزيادة المبيعات، بل تساعد المتسوقين على اكتشاف منتجات قد تكون مفيدة لهم.
راجع بيانات متجرك دورياً لمعرفة كيفية تصفح العملاء. إذا كان الكثيرون يبحثون عن منتج معين، اجعله أكثر بروزاً.
مراقبة أداء المنتجات واتخاذ القرارات

تتبع معدلات التحويل لكل منتج
أرقام التحويل لا تكذب أبدًا. إذا كنت تريد معرفة أي المنتجات تحقق أرباحًا وأيها يفشل، فتتبع معدلات التحويل هو طريقك الأسرع.
فما هو معدل التحويل بالضبط؟ ببساطة، هو نسبة الزوار الذين يشترون منتجًا معينًا بعد مشاهدته. إذا زار 100 شخص صفحة منتج ما واشترى 5 منهم، فمعدل التحويل هو 5%.
هذه النسبة تخبرك بالكثير عن مدى جاذبية المنتج، وتسعيره، وجودة صور المنتج، ووصفه. المنتجات ذات معدلات التحويل المرتفعة تستحق المزيد من الاهتمام والاستثمار.
استخدم أدوات التحليل مثل Google Analytics أو أدوات متجرك الإلكتروني لمراقبة هذه المعدلات باستمرار. لا تنظر فقط إلى المعدل العام، بل قارن بين المنتجات المختلفة، والفئات، وحتى بين المنتجات المتشابهة من علامات تجارية مختلفة.
تحليل معدلات الإرجاع وأسبابها
كل إرجاع منتج هو قصة يمكنك التعلم منها. معدلات الإرجاع العالية ليست مجرد مشكلة مالية، بل هي إشارة واضحة إلى وجود خلل ما.
عندما يبدأ العملاء بإرجاع منتج معين بشكل متكرر، توقف وابحث عن السبب. هل هناك مشكلة في جودة المنتج؟ هل وصف المنتج أو صوره مضللة؟ هل التسعير غير مناسب للقيمة المقدمة؟
اطلب من العملاء دائمًا توضيح سبب الإرجاع، ثم صنف هذه الأسباب واعمل على معالجتها. المنتجات ذات معدلات الإرجاع المنخفضة هي كنوز حقيقية في متجرك.
بعض المتاجر تضع نظامًا للتنبيه عندما يتجاوز معدل إرجاع منتج ما نسبة معينة، مثل 10%. هذا يتيح لك التحرك سريعًا قبل أن تتفاقم المشكلة.
مراقبة التغيرات الموسمية في المبيعات
التجارة الإلكترونية لها إيقاعها الخاص، وفهم هذا الإيقاع يمنحك ميزة كبيرة. بعض المنتجات تزدهر في مواسم معينة وتنخفض في أخرى.
ملابس الصيف تباع بشكل أفضل قبل وخلال موسم الصيف، المنتجات المدرسية تنتعش قبل بداية العام الدراسي، والهدايا تزداد مبيعاتها في الأعياد والمناسبات.
من خلال تحليل بيانات المبيعات على مدار سنة كاملة، يمكنك رسم خريطة واضحة للتغيرات الموسمية. هذا يساعدك في:
- التخطيط المسبق للمخزون
- إعداد حملات تسويقية مناسبة للموسم
- تعديل التسعير وفقًا للطلب
- توقع التدفق النقدي بشكل أفضل
استبعاد المنتجات منخفضة الأداء وتعزيز المنتجات الناجحة
كل مساحة في متجرك الإلكتروني ثمينة. المنتجات التي لا تؤدي جيدًا تأخذ من انتباهك ومواردك دون عائد يذكر.
عندما تكتشف منتجًا ذا أداء ضعيف باستمرار، لا تتردد في اتخاذ قرار صعب. يمكنك:
- تخفيض سعره للتخلص منه بسرعة
- تحسين عرضه وتسويقه إذا كنت تعتقد أن المشكلة في طريقة العرض
- استبداله بمنتج آخر أكثر واعدًا
- إيقافه تمامًا إذا كان يستنزف مواردك
على الجانب الآخر، المنتجات الناجحة تستحق المزيد من الاهتمام. ابحث عن طرق لتعزيزها:
- زيادة المخزون لتلبية الطلب المتزايد
- تقديم منتجات مشابهة أو مكملة
- استخدامها في الحملات الإعلانية كمنتجات رائدة
- تطوير نسخ محسنة منها
الخلاصة هي: اتبع البيانات، واستمع لعملائك، وكن مستعدًا للتغيير. متجرك الإلكتروني كائن حي يتطور باستمرار، والمنتجات التي تعرضها هي نبضه.
اختيار المنتجات المناسبة لمتجرك الإلكتروني ليس بالأمر العشوائي، بل يتطلب دراسة متأنية للسوق المستهدف وتحليل المنافسين ووضع معايير واضحة للاختيار. تنويع التشكيلة واختبار المنتجات قبل إطلاقها بشكل كامل سيجنبك الكثير من المخاطر، كما أن الاهتمام بطريقة عرض المنتجات يلعب دوراً محورياً في جذب العملاء.
نجاح متجرك الإلكتروني يعتمد على استمرارية تقييم أداء منتجاتك واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. ابدأ اليوم بتطبيق هذه الاستراتيجيات، واستمر في التعلم والتطوير لتحقيق النمو المستدام لمتجرك في عالم التجارة الإلكترونية المتنامي.



